ثمّ إنّ معنى الضرر معلوم عرفا ، ويوافق المعلوم فيه ما ذكره اللغويون ، كما في الصحاح [١] ، الضرر خلاف النفع. وقد ضرّه وضارّه بمعنى. والاسم : الضرر.
وفي القاموس [٢] : ضرّ به وأضرّه وضارّه مضارة وضرارا.
وفي المصباح [٣] : الضرّ ـ بالفتح ـ مصدر ضرّه يضرّه ، من باب قتل ، إذا فعل به مكروها وأضرّ به ، يتعدّى بنفسه ثلاثيا ورباعيا. والاسم : الضرر. وقد يطلق على نقص في الأعيان. وضارّه مضارة وضرارا بمعنى ضرّه.
وفي النهاية الأثيرية [٤] : لا ضرر ولا ضرار في الإسلام. الضرّ : ضدّ النفع ، ـ إلى أن قال : ـ فمعنى قوله لا ضرر ، أي : لا يضرّ أخاه ، ينقصه شيئا من حقّه. والضرار : فعال من الضرّ ، أي : لا يجازيه على إضراره. والضرر : فعل الواحد ، والضرار : فعل الاثنين. والضرر : ابتداء الفعل ، والضرار : الجزاء عليه. وقيل : الضرر ما تضرّ به صاحبك ، وتنتفع أنت به ، والضرار أن تضرّه من غير أن تنتفع. وقيل : هما بمعنى.
والتكرار للتأكيد. انتهى.
والتباس الفرق بين الضرر والضرار والإضرار ، لا يخلّ بالمقصود في المسألة ، بل المستفاد من مجموع ذلك كون الضرر ما يقابل النفع ، فكما أنّ النفع حصول الفائدة ، فالضرر فوتها ، من نقص في المال ، عينا أو منفعة ، أو في حق انتفاع ، أو في البدن ، من مرض أو بطوئه أو ألم ، أو في العرض ، من هتك حرمة محترمة في نفسه أو عياله أو من ينتسب إليه ، بحيث كان إيذاء عليه واستخفافا له عرفا ، وأشباه ذلك.
[١] صحاح اللغة ٢ : ٧١٩. [٢] القاموس المحيط ٢ : ٧٧. [٣] المصباح المنير ٢ : ٣٦٠. [٤] النهاية لابن الأثير ٣ : ٨١.