الإحسان ، وتفصيل
رعاية حقهما ، حيث قال : « إِمَّا يَبْلُغَنَّ
عِنْدَكَ الْكِبَرَ » إلى آخر ما مر دون ما في سائر السور ، مع أنه يحتمل أن يكون
الراوي سمع منه عليهالسلام أن ما في سائر السور إنما هو في شأن الوالدين بحسب الإيمان
والعلم أعني النبي والوصي صلى الله عليهما ، وما في الأسرى في شأن والدي النسب كما
قال علي بن إبراهيم في تفسير آية الأنعام أن الوالدين رسول الله وأمير المؤمنين
صلوات الله عليهما وقد مضت الأخبار الكثيرة في ذلك ، لكن الظاهر أنه من بطون
الآيات ، ولا ينافي ظواهرها.
وأما الإشكال
الثاني فيمكن أن يكون « حسنا » مثبتا في قراءتهم عليهمالسلام ، ونظيره في الأخبار كثير وقد مر بعضها ، وسائر الأجزاء
موافق لما في المصاحف ، لكن قد أسقط من البين قوله : «
حَمَلَتْهُ
أُمُّهُ » إلى قوله : « إِلَيَّ الْمَصِيرُ »
اختصارا لعدم الحاجة إليه
في هذا المقام أو إحالة على ما في المصاحف ، كما أنه لم يذكر
« وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً »
مع شدة الحاجة إليه في
هذا المقام ، أو يكون نقلا بالمعنى إشارة إلى الآيتين معا فذكر « حسنا » للإشارة
إلى آية العنكبوت و « على أن تشرك » للإشارة إلى لقمان وكأنه لذلك أسقط عليهالسلام الفاصلة والتتمة لعدمهما في العنكبوت ، فقوله : في لقمان للاختصار أي في
لقمان وغيرها ، أو المراد به لقمان وما يقرب منها بالظرفية المجازية كما يقال سجدة
لقمان للمجاورة ، وكأنه عليهالسلام ذكر السورتين والآيتين معا فاختصر الرواة عمدا أو سهوا
ومثله كثير.
«
فقال » أي الإمام عليهالسلام« هي التي
» أي الآية التي
أشرت إليها وذكرت أن فيها المبالغة العظيمة في برهما ، أو الآية التي فسرتها لعبد
الواحد التي في لقمان ، «
فقال إن ذلك » هذا كلام ابن مسكان يقول قال الراوي المجهول الذي كان حاضرا عند سؤال عبد
الواحد ، وهذا شائع في الأخبار يقول راوي الراوي : قال ، مكان قول الراوي : قلت ،
ولا يلزم إرجاع المستتر إلى عبد الواحد وتقدير أنه كان حاضرا عند هذا السؤال أيضا
ليحكم ببعده ولا يستبعد ذلك من له أدنى أنس بالأخبار.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 8 صفحه : 402