وسخ الأظفار ، ثم
استعمل فيما يستقذر ثم في الضجر ، وقيل : معناه الاحتقار.
وقال الطبرسي (ره)
روي عن الرضا عن أبيه عن أبي عبد الله عليهمالسلام قال : لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف
لأتى به ، وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام قال : أدنى العقوق أف ، ولو علم الله شيئا أيسر منه وأهون
منه لنهى عنه ، فالمعنى لا تؤذهما بقليل ولا كثير
« وَلا تَنْهَرْهُما »
أي لا تزجرهما بإغلاظ
وصياح ، وقيل : معناه لا تمتنع من شيء أراداه منك كما قال : «
وَأَمَّا
السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ » « وَقُلْ لَهُما قَوْلاً
كَرِيماً » وخاطبهما بقول رفيق لطيف حسن جميل بعيد عن اللغو والقبيح ،
يكون فيه كرامة لهما «
وَاخْفِضْ
لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ »
أي وبالغ في التواضع
والخضوع لهما قولا وفعلا برا بهما وشفقة لهما ، والمراد بالذل هيهنا اللين
والتواضع دون الهوان ، من خفض الطائر جناحه إذا ضم فرخه إليه فكأنه سبحانه قال :
ضم أبويك إلى نفسك كما كانا يفعلان بك وأنت صغير ، وإذا وصفت العرب إنسانا
بالسهولة وترك الإباء قالوا : هو خافض الجناح ، انتهى.
وقال البيضاوي :
واخفض لهما ، أي تذلل لهما وتواضع فيهما ، جعل للذل جناحا وأمر بخفضها مبالغة
وأراد جناحه كقوله : واخفض جناحك للمؤمنين ، وإضافته إلى الذل البيان والمبالغة ،
كما أضيف حاتم إلى الجود ، والمعنى واخفض لهما جناحك الذليل ، وقرئ الذل بالكسر
وهو الانقياد ، انتهى.
والضجر والتضجر
التبرم قوله : لا تمل [١] ، الظاهر
لا تملأ بالهمزة كما في
مجمع البيان وتفسير العياشي ، وأما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف
علة ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة ولعل الاستثناء في قوله : إلا برحمة ، منقطع والمراد بملإ العينين حدة النظر ، والرقة رقة
القلب ، وعدم رفع الصوت نوع من الأدب كما قال تعالى : «
لا
تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ »
[٢].
[١] هذا على ما في
النسخ الموجودة عند الشارح (ره) والا ففي التي عندنا « لا تملأ » كما في المتن.