نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 8 صفحه : 390
لَهُما
أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما » [١] قال إن أضجراك فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما إن ضرباك قال «
وَقُلْ
لَهُما قَوْلاً كَرِيماً » قال إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما
الثواب في الجنة ،
وقيل هو الطاعة والتقوى ، وقيل : معناه لن تكونوا أبرارا أي صالحين أتقياء
« حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ »
أي حتى تنفقوا المال ،
وإنما كني بهذا اللفظ عن المال لأن جميع الناس يحبون المال ، وقيل : معناه ما
تحبون من نفائس أموالكم دون رذالها كقوله تعالى : «
وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ »
[٢] وقيل : هو الزكاة الواجبة وما فرضه الله في الأموال عن ابن
عباس وقيل : هو جميع ما ينفقه المرء في سبيل الخيرات ، وقال بعضهم : دلهم سبحانه
بهذه الآية على الفتوة فقال : لن تنالوا بري بكم إلا ببركم إخوانكم ، والإنفاق
عليهم من مالكم وجاهكم وما تحبون ، فإذا فعلتم ذلك نالكم بري وعطفي.
« وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ
بِهِ عَلِيمٌ » فيه وجهان : أحدهما أن تقديره وما تنفقوا من شيء فإن الله
يجازيكم به قل أو كثر لأنه عليم لا يخفى عليه شيء منه ، والآخر : أن تقديره فإنه
يعلمه الله موجودا على الحد الذي تفعلونه من حسن النية أو قبحها ، فإن قيل : كيف
قال سبحانه ذلك والفقير ينال الجنة وإن لم ينفق؟ قيل : الكلام خرج مخرج الحث على
الإنفاق وهو مقيد بالإمكان وإن أطلق على سبيل المبالغة في الترغيب ، والأولى أن
يكون المراد لن تنالوا البر الكامل الواقع على أشرف الوجوه حتى تنفقوا مما تحبون ،
انتهى.
«
قال إن أضجراك » « قال » كلام الراوي وفاعله الإمام عليهالسلام أو كلام الإمام وفاعله هو الله تعالى ، وكذا قال وقل وقال
إن ضرباك وما بعدهما يحتملهما ، وقيل : قال في « قال إن أضجراك » كلام الراوي
وجواب أما إن أضجراك بتقدير فقال فيه إن أضجراك ، إذ لا يجوز حذف الفاء في جواب
أما ، وقيل : الأف في الأصل