إلا إلى الله أي
رضاه أو معرفته ومراقبته وذكره وعدم الالتفات إلى غيره وإلى محبته أي تحصيل حبهم
لله أو حب الله لهم أو الأعم كما قال تعالى : «
يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ » [١] أو ما يحبه الله من الأخلاق والأعمال والأقوال.
«
وعلموا أن ذلك » أي المذكور وهو الله ومحبته والإشارة للتعظيم « هو المنظور إليه » أي هو الذي ينبغي أن ينظر إليه لا غيره لعظمة شأنه وحقارة
ما سواه بالنسبة إليه.
«
فأنزل الدنيا » أي اجعلها عند نفسك كمنزل نزلته « ثم ارتحلت عنه » بل هذه الدنيا بالنسبة إلى الآخرة أقصر بالمراتب الغير
المتناهية عن نسبة مدة نزول المنزل بالنسبة إلى مدة عمر الدنيا لأن الأولى نسبة
المتناهي إلى غير المتناهي ، والثانية نسبة المتناهي إلى المتناهي.
والغرض العمدة من
التشبيه أنها لم تخلق للتوطن بل للعبور كما أن منازل المسافر إنما بنيت لذلك وقد
قال بعض الشعراء في هذا المعنى :
نزلنا ههنا ثم
ارتحلنا
كذا الدنيا نزول
وارتحال
أردنا أن نقيم
فيها ولكن
مقيم المرء في
الدنيا محال
وهذا مثل للمبتدين
ثم ذكر مثلا كاملا للكاملين وهو
« أو كما وجدته في منامك » إلخ ، فإن أكثر الناس في الدنيا كالنائمين لغفلتهم عن الآخرة
وعما يراد بهم ، فإذا ماتوا لم يجدوا معهم شيئا مما اكتسبوه في الدنيا للدنيا ،
كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا.
ثم ذكر عليهالسلام تمثيلا ثالثا وهو أنها
كفيء الظلال في سرعة الزوال ،
والظلال