«
من قسم له الرفق » أي قدر له قسط منه في علم الله « قسم له الإيمان » أي الكامل منه.
الحديث
الثالث : مجهول.
«
إن الله تعالى رفيق » أقول : روى مسلم في صحيحه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال :
إن الله رفيق يحب
الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، قال القرطبي : الرفيق هو الكثير
الرفق يجيء بمعنى التسهيل وهو ضد العنف والتشديد والتعصيب ، وبمعنى الإرفاق وهو
إعطاء ما يرتفق به ، وبمعنى التأني والعجلة ، وصحت نسبة هذه المعاني إلى الله
تعالى لأنه المسهل والمعطي وغير المعجل في عقوبة العصاة ، وقال الطيبي : الرفق اللطف
وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها « الله رفيق » أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر لا
العسر ولا يجوز إطلاقه على الله لأنه لم يتواتر ولم يستعمل هنا على التسمية ، بل
تمهيد الأمر أي الرفق أنجح الأسباب وأنفعها فلا ينبغي الحرص في الرزق بل يكل إلى
الله.
وقال النووي :
يجوز تسمية الله بالرفيق وغيره مما ورد في خبر الواحد على الصحيح واختلف أهل
الأصول في التسمية بخبر الواحد ، انتهى.
وقال في المصباح :
رفقت العمل من باب قتل أحكمته ، انتهى.
فيجوز أن يكون
إطلاق الرفيق عليه سبحانه بهذا المعنى ، ومعنى يحب الرفق أنه يأمر به ويحث عليه
ويثيب به ، والسل انتزاعك الشيء وإخراجه في رفق كالاستلال كذا في القاموس ،
وكان بناء التفعيل للمبالغة ، والضغن بالكسر والضغينة
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 8 صفحه : 234