والمراد بالعلم
الدين أعني معرفة الله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر قال الله عز وجل
: « آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ
رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ » [١] وقال تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي
أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً »
[٢] ومرجع الإيمان إلى العلم ، وذلك لأن الإيمان هو التصديق
بالشيء على ما هو عليه ، ولا محالة هو مستلزم لتصور ذلك الشيء كذلك بحسب الطاقة ،
وهما معنى العلم ، والكفر ما يقابله وهو بمعنى الستر والغطاء ، ومرجعه إلى الجهل ،
وقد خص الإيمان في الشرع بالتصديق بهذه الخمسة ولو إجمالا ، فالعلم بها لا بد منه
، وإليه الإشارة بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، ولكن لكل إنسان
بحسب طاقته ووسعه ، « لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها »
، فإن العلم والإيمان
درجات مترتبة في القوة والضعف والزيادة والنقصان ، بعضها فوق بعض ، كما دلت عليه
الأخبار الكثيرة.
وذلك لأن الإيمان
إنما يكون بقدر العلم الذي به حياة القلب وهو نور يحصل في القلب بسبب ارتفاع
الحجاب بينه وبين الله جل جلاله. « اللهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِأَوَمَنْ
كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها »
وليس العلم بكثرة التعلم
إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه ، وهذا النور قابل للقوة والضعف
والاشتداد والنقص كسائر الأنوار. «
وَإِذا
تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناًوَقُلْ
رَبِّ زِدْنِي عِلْماً » كلما ارتفع حجاب ازداد نور فيقوى الإيمان