«
سريع السبقة » السبقة بالفتح كما في النهج أي يحصل السبق سريعا في الدنيا للعاملين أو في
القيامة إلى الجنة ، أو بالضم أي يصل إلى السابقين عوض السباق وهو الجنة سريعا لأن
مدة الدنيا قليلة وهو أظهر.
وفي النهج
والمجالس والتحف : متنافس السبقة فالضم أصوب وإن كان المضبوط في نسخ النهج بالفتح
، والتنافس الرغبة في الشيء النفيس الجيد في نوعه.
«
أليم النقمة » أي مؤلم انتقام من تأخر
في المضمار لأنه النار
« كامل العدة » بالضم والشد ما أعددته وهيئاته من مال أو سلاح أو غير ذلك مما ينفعك يوما ما
، والمراد هنا التقوى وكماله ظاهر « كريم الفرسان » وفي النهج شريف الفرسان ، والفرسان بالضم جمع فارس
كالفوارس.
ثم فسر صلوات الله
عليه ما أبهم من الأمور المذكورة فقال : فالإيمان منهاجه ، هذا ناظر إلى قوله : وأبلج المنهاج ، أي المنهاج الواضح
للإسلام هو التصديق القلبي بالله وبرسوله وبما جاء به والبراهين القاطعة الدالة
عليه ، وفي النهج وغيره : فالتصديق منهاجه وهو أظهر « والصالحات منارة » ناظر إلى قوله : مشرق المنار ، شبه الأعمال الصالحة
والعبادات الموظفة بالإعلام والمنائر التي تنصب على طريق السالكين لئلا يضلوا ،
فمن اتبع الشريعة النبوية وأتى بالفرائض والنوافل يهديه الله للسلوك إليه ،
وبالعمل يقوى إيمانه وبقوة الإيمان يزداد عمله ، وكلما وصل إلى علم يظهر له علم
آخر ، ويزداد يقينه بحقية الطريق إلى أن يقطع عمره ، ويصل إلى أعلى درجات كماله
بحسب قابليته التي جعلها الله له ، أو شبه الإيمان بالطريق والأعمال بالإعلام ،
فكما أن بسلوك الطريق تظهر الأعلام فكذلك بالتصديق بالله ورسله وحججه عليهمالسلام تعرف الأعمال الصالحة ، وقيل : الأعمال الصالحة علامات لإسلام المسلم ، وبها
يستدل على إيمانه ولا يتم حينئذ التشبيه.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 309