حي البصر
« وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ »
أي يجب الوعيد والعذاب
على الكافرين بكفرهم.
وأقول : على
تأويله عليهالسلام يحتمل أن يكون المراد بالقول ما مر من قوله سبحانه : منك
الجبارون والمشركون والكافرون « إلخ ».
فذلكة
اعلم أن ما ذكر في
هذا الباب وفي بعض الأبواب الآتية من متشابهات الأخبار ومعضلات الآثار ، ومما يوهم
الجبر ونفي الاختيار ولأصحابنا رضوان الله عليهم فيها مسالك :
الأول : ما ذهب
إليه الأخباريون وهو أنا نؤمن بها مجملا ونعترف بالجهل عن حقيقة معناها وعن أنها
من أي جهة صدرت ونرد علمه إليهم عليهالسلام.
الثاني : أنها
محمولة على التقية لموافقتها لروايات العامة ومذاهب الأشاعرة الجبرية وهم جلهم.
الثالث : أنه
كناية عن علمه تعالى بما هم إليه صائرون فإنه سبحانه لما خلقهم وكان عند خلقهم
عالما بما يصيرون إليه فكأنه خلقهم من طينات مختلفة.
الرابع : أنها
كناية عن اختلاف استعداداتهم وقابلياتهم وهذا أمر بين لا يمكن إنكاره ، فإنه لا
يريب عاقل في أن النبي صلىاللهعليهوآله وأبا جهل ليسا في درجة واحدة من الاستعداد والقابلية ،
وهذا لا يستلزم سقوط التكليف فإن الله تعالى كلف النبي صلىاللهعليهوآله بقدر ما أعطاه من الاستعداد والقابلية لتحصيل الكمالات وكلفه ما لم يكلف أحدا
مثله ، وكلف أبا جهل ما في وسعه وطاقته ، ولم يجبره على شيء من الشر والفساد.
الخامس : أنه لما
كلف الله تعالى الأرواح أولا في الذر وأخذ ميثاقهم فاختاروا الخير والشر باختيارهم
في ذلك الوقت ، وتفرع اختلاف الطينة على ما اختاروه باختيارهم كما دلت عليه بعض
الأخبار فلا فساد في ذلك.