responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 364

______________________________________________________

لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من ذلك ، قال : يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟ قال : ويحك إني لست كانت إن الله فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره. وقال ابن أبي الحديد في الشرح : اعلم أن الذي رويته عن الشيوخ ورأيته بخط عبد الله بن أحمد الخشاب رحمه‌الله أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه فكانت تنتقض عليه في كل عام فأتاه علي عليه‌السلام عائدا فقال : كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟ قال أجدني يا أمير المؤمنين لو كان لا يذهب مآبي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه ، قال : وما قيمة بصرك عندك؟ قال : لو كانت لي الدنيا لفديته بها قال : لا جرم ليعطينك الله على قدر ذلك ، إن الله يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده تضعيف كثير.

قال الربيع : يا أمير المؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي؟ قال : ما له؟ قال : لبس العباء وترك الملإ ، وغم أهله وحزن ولده؟ فقال عليه‌السلام : ادعوا لي عاصما ، فلما أتاه عبس في وجهه وقال : ويلك يا عاصم أترى الله أباح لك اللذات وهو يكره ما أخذت أنت منها لأنت أهون على الله من ذلك أو ما سمعته يقول : « مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ » ثم قال : « يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ » [١] وقال : « وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها » [٢] أما والله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال ، وقد سمعتم الله يقول : « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » [٣] وقوله : « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ » [٤].

إن الله خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين فقال : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا


[١] سورة الرحمن : ٢٢ ـ ١٩.

[٢] سورة فاطر : ٣٥.

[٣] سورة الضحى : ١١.

[٤] سورة الأعراف : ٣٢.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست