نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 275
إحدى الروحين وجعل
النبي صلىاللهعليهوآله من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن الأول عليهالسلام ما الجبل فقال الخلق غيرنا أهل البيت فإن الله عز وجل خلقنا
من العشر
قال تعالى : «
وَآتَيْناهُمْ
مُلْكاً عَظِيماً » [١] وهو بعيد.
وجملة
« من بعده جبله » نعت ملك ، وضمير
بعده للنبي وضمير جبله للملك إشارة إلى أن النبي أفضل من الملك ، فالمراد بالبعدية
ما هي بحسب الرتبة ، وإرجاع ضمير بعده إلى الله كما توهم بعيد ، وفي البصائر : ولا
ملك إلا ومن بعد جبله نفخ.
« وجعل النبي » إنما لم يذكر الملك هنا لذكره سابقا ، وقوله
: « ما الجبل » هو بفتح الجيم
وسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ، وهو كلام ابن رئاب ففسره عليهالسلام بالخلق ، قال الفيروزآبادي : الجبلة مثلثة ، ومحركة وكطمرة الخلقة والطبيعة ،
وككتاب الجسد والبدن ، وجبلهم الله يجبل ويجبل خلقهم ، وعلى الشيء طبعه وجبره
كأجبله ، انتهى.
والأظهر عندي : أن
« غيرنا » تتمة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع ، وإنما اعترض
السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه ، لا تتمة لتفسير الجبل كما توهمه الأكثر ، قال
الشيخ البهائي (ره) يعني مادة بدننا لا تسمى جبلة بل طينة ، لأنها خلقت من العشر
طينات.
وقال المحدث
الأسترآبادي (ره) : توضيح المقام أن كل نبي وكل ملك خلقه الله تعالى جعل فيه إحدى
الروحين ، وجعل جسد كل نبي من إحدى الطينتين ، ولم يذكر الملك هنا لأنه ليس للملك
جسد مثل جسد الإنسان ، وقوله : ما الجبل بسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ،
وقوله : الخلق جواب له ، وحاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل
البيت ، لأن الله خلق طينتنا من عشر طينات ، ولأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين
والسماوات وجبل فينا