responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 254

______________________________________________________

لم يكن في تلك الحال بالغا فيقع إيمانه على وجه المعرفة ، وإن أيمان أبي بكر حصل منه مع الكمال فكان على اليقين والمعرفة ، والإقرار من جهة التقليد والتلقين غير مساو للإقرار بالمعلوم المعروف بالدلالة.

ثم أجاب قدس الله روحه عن هذه الشبهة بوجوه :

الأول : منع كونه عليه‌السلام صبيا في تلك الحال ، وذكر روايات تدل على أنه كان له خمس عشرة سنة ونحو ذلك.

الثاني : أنا سلمنا أنه كان صغير السن وكان له سبع سنين نقول : صغر السن لا ينافي كمال العقل ، وليس دليل وجوب التكليف بلوغ الحلم فيراعى ذلك ، هذا باتفاق أهل النظر والعقول ، وإنما يراعى بلوغ الحلم في الأحكام الشرعية دون العقلية ، وقد قال سبحانه في قصة يحيى : « وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا » [١] وقال في قصة عيسى : « قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ » [٢] الآية.

فلم ينف صغر سن هذين النبيين كمال عقلهما ، والحكمة التي آتاهما الله سبحانه ولو كانت العقول تحيل ذلك لإحالته في كل حالة وعلى كل حال ، وقد أجمع أهل التفسير إلا من شذ منهم في قوله : « وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها » [٣] الآية أنه كان طفلا صغيرا في المهد أنطقه الله حتى برأ يوسف من الفحشاء وأزال التهمة عنه.

الثالث : أنه لو لم يكن إيمانه عليه‌السلام بالمعرفة والاستدلال وعلى غاية الكمال لما مدحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ، ولما جعله من فضائله ومناقبه ، فإنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يفضل أحدا بما ليس بفضل ، ولا يجعل في المناقب ما ليس في جملتها ، فلما مدح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين عليه‌السلام بتقدمه الإيمان. في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لفاطمة عليها‌السلام أما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما.

وقوله : أول هذه الأمة ورودا على نبيها الحوض أولها إسلاما علي بن


[١] سورة مريم : ١٢.

[٢] سورة مريم : ٣١.

[٣] سورة يوسف : ٢٦.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست