نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 228
قال أين قول الله
عز وجل : « فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ
طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ »
[١] قال هم في عذر ما داموا في الطلب
العلم بالتعيين ، وأن
لا يكفي العلم بوجود إمام بعده مجملا ، هذا مع القدرة وأما مع عدمها فيكفي ذلك كما
فعل زرارة رضياللهعنه ، وكذا لو مات في الطلب أو الانتظار ، وبذلك يخرجون عن كون
موتهم ميتة جاهلية ، ثم هذا مع العلم بعدم خلو العصر من الإمام ظاهر ، وأما مع عدم
العلم بذلك ووجوب الطلب وعدم تمام الحجة عليه في ذلك فمشكل.
وأما قوله سبحانه
: « فَلَوْ لا نَفَرَ »
فقال الطبرسي قدسسره : اختلف في معناه
على وجوه :
أحدها : أن معناه
فهلا خرج إلى الغزو من كل قبيلة جماعة ويبقى مع النبي جماعة ليتفقهوا في الدين ، يعني
الفرقة القاعدين يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والأحكام ، فإذا رجعت السرايا وقد
نزل بعدهم قرآن وتعلمه القاعدون قالوا لهم إذا رجعوا إليهم إن الله قد أنزل بعدكم
على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فيتعلمه السرايا ، فذلك قوله
: « وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ »
أي وليعلموهم القرآن «
لَعَلَّهُمْ
يَحْذَرُونَ » فلا يعملون بخلافه عن ابن عباس وغيره ، وقال الباقر عليهالسلام : كان هذا حين كثر الناس فأمرهم الله أن تنفر منهم طائفة للتفقه ، ويكون
الغزو نوبا.
وثانيها : أن
التفقه والإنذار يرجعان إلى الفرقة النافرة ، وحثها الله على التفقه لترجع إلى
المتخلفة فتحذرها ، فمعنى ليتفقهوا في الدين ليتبصروا ويتيقنوا بما يريهم الله عز وجل من الظهور على
المشركين ونصرة الدين ، ولينذروا قومهم من الكفار إذا رجعوا إليهم من الجهاد ، فيخبرونهم
بنصر الله النبي والمؤمنين ، ويخبرونهم أنهم لا يدان لهم بقتال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين « لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ »
أن يقاتلوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فينزل بهم ما نزل بأصحابهم من الكفار.