نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 193
٤ ـ عدة من
أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن داود الحمار ، عن ابن أبي يعفور ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول ثلاثة «
لا يُكَلِّمُهُمُ
اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ
»
« لا يكلمهم الله » إشارة إلى قوله تعالى في سورة البقرة : «
إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ » [١] وفي سورة آل
عمران : « الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ
وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ »
[٢] وكل من الثلاثة داخل فيمن كتم ما أنزل الله من الكتاب ، لدلالة
الآيات على إمامة أئمة الحق عموما وخصوصا ، وعلى أن من لم يؤمن بما نزل في الكتاب
فهو كافر ، وأيضا داخل في الآية الثانية ، لأن الباعث له على ذلك ليس إلا طمع
الدنيا ، فلو ترك الأغراض الدنيوية لظهر له الحق ولم يكتمه ، مع أنه ورد في
الأخبار أن العهد عهد الإمامة.
وفي قوله : لا
يكلمهم الله ، وجوه : الأول : أنه لا يكلمهم بما يحبون ، وفي ذلك دليل على غضبه
عليهم وإن كان يكلمهم بالسؤال بالتوبيخ ، وبما يفهم كما قال : «
فَلَنَسْئَلَنَّ
الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ »
[٣] « وقالَ
اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ [٤] » الثاني : أنه
لا يكلمهم أصلا فتحمل آيات المساءلة على أن الملائكة تسائلهم عن الله وبأمره ، الثالث
: أنه ليس المراد حقيقة نفي الكلام ، بل هو كناية عما يلزمه من السخط.
وكذا قوله : ولا
يزكيهم ، يحتمل وجوها : الأول : أن المعنى لا يطهرهم من دنس الذنوب والأوزار
بالمغفرة ، بل يعاقبهم.
الثاني : أنه لا
يثني عليهم ولا يحكم بأنهم أزكياء ، ولا يسميهم بذلك ، بل