الخبر لو كان في
أواخر زمان الكاظم عليهالسلام كان أنقص من المائتين بكثير ، إذ وفاته عليهالسلام كان في سنة ثلاث وثمانين ومائة فكيف إذا كان قبل ذلك.
ويمكن أن يجاب عنه
بوجوه :
الأول : أن يكون
مبنيا على ما ذكرنا سابقا من أن قواعد أهل الحساب إتمام الكسور إن كانت أزيد من
النصف ، وإسقاطها إن كانت أقل منه ، فلما كانت المائة الثانية تجاوزت عن النصف عدت
كاملة.
الثاني : أن يكون
ابتداؤهما من أول البعثة فإنه من هذا الزمان شرع بالأخبار بالأئمة عليهمالسلام ومدة ظهورهم وخفائهم ، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين ولو كان كسر
في العشر الأخير يستقيم على القاعدة السابقة.
الثالث : أن يكون
المراد التربية في الزمان السابق واللاحق معا ، ولذا أتى بالمضارع ، ويكون
الابتداء من الهجرة فينتهي إلى ظهور أمر الرضا عليهالسلام ، وولاية عهده ، وضرب الدنانير باسمه الشريف ، فإنها كانت
في سنة المائتين ، بأن يكونوا وعدوهم الفرج في ذلك الزمان ، فإنه قد حصلت لهم
رفاهية عظيمة فيه أو وعدوهم الفرج الكامل فبدا لله فيه كما مر.
الرابع : أن يكون
تربى على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي والآتي ، لكن يكون ابتداء التربية
بعد شهادة الحسين صلوات الله عليه ، فإنها كانت البلية العظمى والطامة الكبرى ، وعندها
كانت الشيعة يحتاجون إلى التسلية والأمنية لئلا يزالوا ، وانتهاء المائتين أول
إمامة القائم عليهالسلام ، وهذا مطابق للمأتين بلا كسر إذ كانت شهادة الحسين عليهالسلام في أول سنة إحدى وستين ، وإمامة القائم عليهالسلام وابتداء غيبته الصغرى لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستين
ومائتين.
وإنما جعل هذا
غاية التمنية والتربية لوجهين :
الأول : أنهم لا
يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 177