وأعطوه غيرنا ، وإلى
عظمتنا وهي إمامتنا ، ولا يخفى بعدهما « وقال فينا
ما لم نقله في أنفسنا » كالغلاة ، وقيل : ما
لم نقله عبارة عن الخروج على ملوك المخالفين قبل حلول وقته.
ثم اعلم أن
الأخبار اختلفت في حال زيد فمنها ما يدل على ذمه بل كفره لدلالتها على أنه ادعى
الإمامة وجحد إمامة أئمة الحق وهو يوجب الكفر كهذا الخبر ، وأكثرها يدل علي كونه
مشكورا ، وأنه لم يدع الإمامة ، وأنه كان قائلا بإمامة الباقر والصادق عليهماالسلام ، وإنما خرج لطلب ثار الحسين عليهالسلام وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان يدعو إلى الرضا من
آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنه كان عازما على أنه إن غلب على الأمر فوضه إلى أفضلهم
وأعلمهم ، وإليه ذهب أكثر أصحابنا بل لم أر في كلامهم غيره.
وقيل : إنه كان
مأذونا من قبل الإمام عليهالسلام سرا ، ويؤيده ما استفيض من بكاء الصادق عليه ، وترحمه
ودعائه له ، ولو كان قتل على دعوى الإمامة لم يستحق ذلك.
وقد روى الصدوق
بإسناده عن عمرو بن خالد قال : قال زيد بن علي في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج
الله به خلقه ، وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من
خالفه.
وروي أيضا عن
الرضا عليهالسلام أن زيد بن علي كان من علماء آل محمد ، غضب لله عز وجل
فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ولقد حدثني أبي أنه سمع أباه جعفر بن محمد عليهالسلام يقول : رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ، ولو ظفر لو في بما
دعا إليه ، وقد استشارني في خروجه فقلت له : يا عم إن رضيت أن تكون المقتول
المصلوب بالكناسة فشأنك ، فلما ولى قال جعفر بن محمد : ويل لمن سمع واعيته فلم
يجبه ، فقال المأمون : يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 4 صفحه : 118