responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 125

______________________________________________________

ولم يكن مكلفا بالعمل بهذا العلم ، بل كان مكلفا بالعمل بظاهر الأمر حيث بذلوا نصرتهم وكاتبوه وراسلوه ووعدوه البيعة وتابعوا مسلم بن عقيل رضي الله عنه.

وسئل الشيخ السديد المحقق المفيد قدس الله روحه في المسائل العكبرية الإمام عندنا مجمع على أنه يعلم ما يكون فما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج إلى المسجد وهو يعلم أنه مقتول وقد عرف قاتله والوقت والزمان؟ وما بال الحسين بن علي عليهما‌السلام سار إلى الكوفة وقد علم أنهم يخذلونه ولا ينصرونه وأنه مقتول في سفرته تيك ولم لما حضر وعرف أن الماء قد منع منه وأنه إن حضر أذرعا قريبة ونبع الماء لم يحفر وأعان على نفسه حتى تلف عطشا؟ والحسن عليه‌السلام وادع معاوية وهادنه وهو يعلم أنه ينكث ولا يفي ويقتل شيعة أبيه عليه‌السلام؟

فأجاب (ره) وقال : أما الجواب عن قوله : أن الإمام يعلم ما يكون فإجماعنا أن الأمر على خلاف ما قال ، وما أجمعت الشيعة على هذا القول ، وأن إجماعهم ثابت على أن الإمام يعلم الحكم في كل ما يكون دون أن يكون عالما بأعيان ما يحدث ، ويكون على التفصيل والتمييز ، وهذا يسقط الأصل الذي بني عليه الأسئلة بأجمعها ، ولسنا نمنع أن يعلم الإمام أعيان ما يحدث ، ويكون بإعلام الله تعالى له ذلك فأما القول بأنه يعلم كل ما يكون فلسنا نطلقه ولا نصوب قائله لدعواه فيه من غير حجة ولا بيان ، والقول بأن أمير المؤمنين عليه‌السلام يعلم قاتله والوقت الذي كان يقتل فيه ، فقد جاء الخبر متظاهرا أنه كان يعلم في الجملة أنه مقتول ، وجاء أيضا بأنه يعلم قاتله على التفصيل ، فأما علمه بوقت قتله فلم يأت عليه أثر على التحصيل ، ولو جاء به أثر لم يلزم فيه ما يظنه المعترضون ، إذ كان لا يمتنع أن يتعبده الله تعالى بالصبر على الشهادة والاستسلام على القتل ، فيبلغه بذلك علو الدرجات ما لا يبلغه إلا به ، بأنه يطيعه في ذلك طاعة لو كلفها سواه لم يردها ، ولا يكون أمير المؤمنين عليه‌السلام بذلك ملقيا بيده إلى التهلكة ، ولا معينا على نفسه معونة يستقبح في العقول.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست