نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 68
ينفعهم ولا يغنيهم
لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.
٢٠٢ ـ عنه ، عن
علي بن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « ما
يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ
الإمام ، أي
يدخلون عليه من المخالفين فلا ينفعهم الدخول عليه ، ولا يغنيهم القعود لعدم
إيمانهم وجحودهم ، فالمراد بالطعام على هذا البطن الطعام الروحاني أي ليس غذاؤهم
الروحاني إلا الشكوك والشبهات ، والآراء الفاسدة التي هي كالضريع ، في عدم النفع
والإضرار بالروح ، فقوله
تعالى : « لا
يُسْمِنُ »لا يكون صفة للضريع ، بل يكون الضمير راجعا إلى الغشيان
وتكون الجملة مقطوعة على الاستئناف.
ويحتمل أن يكون
صفة للضريع أيضا ، ويكون المراد أنه لا يعلمهم الإمام ، لكفرهم وجحودهم وعدم
قابليتهم إلا ما هو كالضريع ، مما يوافق آراءهم تقية منهم كما أنه تعالى يطعم
أجسادهم الضريع في جهنم ، لعدم استحقاقهم غير ذلك.
ويحتمل أن يكون
المراد الذين يغشون أي يحيطون بالقائم عليهالسلام من المخالفين والمنافقين ، فالإمام يحكم فيهم بعلمه ، ويقتلهم
ويوصلهم إلى طعامهم المهيأ لهم في النار من الضريع ، ولا ينفعهم الدخول في عسكر
الإمام عليهالسلام لعلمه بحالهم ، ولا القعود في بيوتهم ، لعدم تمكينه إياهم.
الحديث
الثاني والمائتان : موثق على الأظهر.
قوله
تعالى : « مِنْ
نَجْوى ثَلاثَةٍ »قال البيضاوي [١] : ما يقع من
تناجي ثلاثة ويجوز أن يقدر مضاف أو يأول نجوى بمتناجين ، ويجعل ثلاثة صفة لها ، واشتقاقها
من النجوة ، وهي ما ارتفع من الأرض ، فإن السر أمر مرفوع إلى الذهن ، لا يتيسر لكل
أحد أن يطلع عليه « إِلاَّ
هُوَ رابِعُهُمْ »إلا الله يجعلهم أربعة من حيث أنه يشاركهم في الإطلاق عليها
، والاستثناء من أعم الأحوال « وَلا
خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ