أقول : ثم قال بعد
كلام : قالت الشيعة إن أحدا من آباء الرسول وأجداده ما كان كافرا ، وأنكروا أن
والد إبراهيم كان كافرا ، وذكروا أن آزر كان عم إبراهيم وما كان والدا له واحتجوا
على قولهم بوجوه.
الحجة الأولى : إن
آباء نبينا ما كانوا كفارا ، ويدل عليه وجوه « منها » قوله تعالى : « الَّذِي يَراكَ حِينَ
تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ »[١] قيل : معناه أنه كان ينقل روحه عن ساجد إلى ساجد ، وبهذا التقدير فالآية دالة
على أن جميع آباء محمد صلىاللهعليهوآله كانوا مسلمين ، وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم كان
مسلما.
ثم قال : ومما يدل
أيضا على أن أحدا من آباء محمد صلىاللهعليهوآله ما كانوا مشركين قوله صلىاللهعليهوآله : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وقال
تعالى : « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ »[٢] وذلك يوجب أن يقال إن أحدا من أجداده ما كان من المشركين [٣] انتهى.
وقال الشيخ
الطبرسي ـ رحمهالله ـ بعد نقل ما مر من كلام الزجاج : وهذا الذي قاله الزجاج
يقوى ما قاله أصحابنا أن آزر كان جد إبراهيم لأمه ، أو كان عمه من حيث صح عندهم أن
آباء النبي صلىاللهعليهوآله إلى آدم كلهم كانوا موحدين ، وأجمعت الطائفة على ذلك [٤] انتهى.
أقول : الأخبار
الدالة على إسلام آباء النبي صلىاللهعليهوآله من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة ، وكذا في خصوص والد
إبراهيم قد وردت بعض الأخبار ، وقد عرفت إجماع