نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 521
والإنصاف له في
جميع حقه فإنه ليس العباد إلى شيء أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه
وليس أحد وإن اشتد على رضا الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى
الله من الحق أهله ولكن من واجب حقوق الله عز وجل على العباد النصيحة له بمبلغ
جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم ثم ليس امرؤ وإن عظمت في الحق منزلته وجسمت في
الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله عز وجل
بمعنى تعال ، قال
الخليل : أصله لم من قولهم : لم الله شعثه ، أي جمعه ، كأنه أراد لم نفسك إلينا ، أي
أقرب وها ، للتنبيه وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال ، وجعل اسما واحدا يستوي فيه
الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز [١].
قوله
عليهالسلام : « حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله » أي جزاء ما أعطى الله فيه أهل الحق من الدين المبين ، وسائر
ما هداهم الله إليه بأن يكون المراد بالحقيقة الجزاء مجازا ، أو يكون في الكلام
تقدير مضاف أي حقيقة جزاء ما أعطى الله ، أو يكون المراد بالبلوغ إليها كونه
بإزائها ومكافأة لها ، وفي النهج « حقيقة ما الله أهله من الطاعة له ، وفي بعض
النسخ القديمة من الكتاب [ حقيقة ما الحق من الله أهله ].
قوله
عليهالسلام : « النصيحة له » أي لله أو للإمام ، أو نصيحة بعضهم لبعض لله تعالى بأن لا
يكون الظرف صلة ، وفي النهج النصيحة بمبلغ بدون الصلة ، وهو يؤيد الأخير.
قال الجزري : النصيحة
في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له ، ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في
وحدانيته وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به ، والعمل
بما فيه ونصيحة رسول الله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ،
ونصيحة الأئمة : أن يطيعهم في الحق ، ونصيحة