مُوسى
وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ »« وكان التابوت الذي أنزله الله لأم موسى على موسى ، فوضعته
فيه أمه وألقته في أليم فكان في بني إسرائيل معظما يتبركون به ، فلما حضر موسى
الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه ، فلم
يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات ، فلم يزل بنو
إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت
رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي وبعث الله تعالى إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد
الله عليهم التابوت كما قال الله : « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ
أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا
تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ »قال : البقية ميراث ذرية الأنبياء. قوله : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ
رَبِّكُمْ »فإن التابوت كان يوضع بين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها
وجه كوجه الإنسان.
حدثني أبي ، عن
الحسن بن خالد عن الرضا عليهالسلام أنه قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان ، وكان
إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار فإن تقدم التابوت لا يرجع رجل حتى يقتل
أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام ، فأوحى الله إلى نبيهم أن جالوت
يقتله من يستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه داود بن آسي
وكان آسي راعيا وكان له عشرة بنين أصغرهم داود ، فلما بعث طالوت إلى بني ـ إسرائيل
وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي إن أحضر وأحضر ولدك فلما حضروا دعا واحدا واحدا من
ولده فألبسه الدرع درع موسى ، منهم من طالت عليه ، ومنهم من قصرت عنه ، فقال لآسي
: هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم أصغرهم تركته في الغنم راعيا فبعث إليه فجاء به ، فلما
دعي أقبل ومعه مقلاع [١] قال فنادته
[١] المِقلاع : آلة
ترمى بها الحجارة يستعملها الرعاة. « أقرب الموارد ٢ / ١٠٣٢ ».
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 424