الأحياء مسافرون
يقطعون منازل أعمارهم من السنين والشهور ، حتى يلحقوا بهؤلاء الأموات ، ويحتمل العكس
في إرجاع الضميرين ، فالمراد أن سبيل هؤلاء الأموات عند هؤلاء الإحياء لعدم
اتعاظهم بموتهم ، وعدم مبالاتهم كانوا ذهبوا إلى سفر وعن قريب يرجعون إليهم ، ويؤيده
ما في النهج والتفسير « وكان الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ».
قوله
صلىاللهعليهوآله : « بيوتهم أجداثهم » الأجداث جمع الجدث ، وهو القبر أي يرون أن بيوت هؤلاء
الأموات أجداثهم ، ومع ذلك يأكلون تراثهم ، أو يرون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم
وبقي في أيديهم ، ومع ذلك لا يتعظون ويظنون أنهم مخلدون بعدهم ، والتراث ما يخلفه
الرجل لورثته ، والظاهر أنه وقع في نسخ الكتاب تصحيف والأظهر ما في النهج « نبوئهم
أجداثهم » ، ونأكل تراثهم ، وفي التفسير [١] « تنزلهم أجداثهم
».
قوله
صلىاللهعليهوآله : « نزول فادحة » أي بلية يثقل حملها ، يقال : فدحه الدين أي أثقله ، وأمر
فادح : إذا غاله وبهظه ذكره الجوهري [٢] وفي النهج « ثم
قد نسينا كل واعظ ، وواعظة ، ورمينا بكل فادح وجائحة » [٣].