نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 26 صفحه : 40
الحديث والورع
والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع معه وإياك أن تطمح نفسك إلى من فوقك
وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله صلىاللهعليهوآله : « فَلا تُعْجِبْكَ
أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ »[١] وقال الله عز وجل لرسوله : « وَلا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ
الْحَياةِ الدُّنْيا »[٢] فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده
وإذا أصبت
قوله
عليهالسلام : « والورع » الكف عن المحرمات أو عن الشبهات أيضا ، « والاجتهاد » السعي وبذل الجهد في الطاعة.
قوله
عليهالسلام : « وأن تطمح نفسك » أي ترفعها إلى حال من هو فوقك ، وتتمنى حاله.
قال الفيروزآبادي
: طمح بصره إليه كمنع ارتفع ، وكل مرتفع طامح ، واطمح بصره رفعه [٣]قوله تعالى
: « فَلا
تُعْجِبْكَ »أي لا تأخذ بقلبك ما تراه من كثرة أموال هؤلاء المنافقين
وكثرة أولادهم ، ولا تنظر إليهم بعين الإعجاب ، قوله تعالى
« وَلا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ »أي نظر عينيك « إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ »استحسانا له وتمنيا أن يكون لك مثله « أَزْواجاً مِنْهُمْ »أصنافا من الكفرة ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير والمفعول
منهم أي إلى الذي متعنا به ، وهو أصناف بعضهم أو ناسا منهم « زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا »منصوب بمحذوف دل عليه ـ متعنا ـ أو ـ به ـ أو على تضمينه
معنى أعطينا أو بالبدل من محل به أو من أزواجا بتقدير مضاف ، ودونه أو بالذم وهي
الزينة والبهجة. كذا ذكره البيضاوي [٤] وتتمة الآية
«
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ »أي لنبلوهم ونختبرهم فيه ، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه
« وَرِزْقُ
رَبِّكَ »وما ادخره لك في الآخرة ، أو ما رزقك من الهدى والنبوة
« خَيْرٌ »مما منحهم في الدنيا
« وَأَبْقى »فإنه لا ينقطع.
قوله
: « شيئا من ذلك » أي من عز الدنيا وفخرها وطلب زوائدها.