المؤمن لا يزال
يتطلب الحكمة كما يتطلب الرجل ضالته ، قاله في النهاية. [١]
وقيل : إن المراد
إن المؤمن يأخذ الحكمة من كل من وجدها عنده ، وإن كان كافرا أو فاسقا ، كما أن
صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها ، وهو الظاهر في هذا الخبر ، وقيل : المراد أن من
كان عنده حكمة لا يفهمها ولا يستحقها يجب أن يطلب من يأخذها بحقها كما يجب تعريف
الضالة ، وإذ وجد من يستحقها وجب أن لا يبخل في البذل كالضالة.
الأشعث
بن قيس الكندي كان من الخوارج ، وقال الشيخ في رجاله : أشعث ابن قيس الكندي أبو محمد سكن
الكوفة ارتد بعد النبي صلىاللهعليهوآله في ردة أهل ياسر وزوجه أبو بكر أخته أم فروة ، وكانت عوراء
، فولدت له محمدا [٣] ثم صار خارجيا ، وقد روي في أخبار كثيرة أن هذا الملعون
بايع ضبا مع جماعة من الخوارج ، خارج الكوفة وسموه أمير المؤمنين كفرا واستهزاء به
صلوات الله عليه وقد أعان هذا الكافر على قتله صلوات الله عليه كما ذكره الشيخ
المفيد في كتاب الإرشاد [٤] وغيره ، أن ابن ملجم وشبيب بن بحيرة ووردان بن مجالد كمنوا
لقتله عليهالسلام ، وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين
إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث ابن قيس ما في نفوسهم من العزيمة
على قتل أمير المؤمنين وأوطأهم على ذلك ، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة
لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه ، وكان حجر بن عدي