يوما ، ولقد تنكبت
[١] الأصنام كلها ، وصاحت وولولت ، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة يا
آل قريش قد جاءكم البشير قد جاءكم النذير ، معه عز الأبد والربح الأكبر وهو خاتم
الأنبياء.
ونجد في الكتب أن
عترته خير الناس بعده ، وأنه لا يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في
دار الدنيا خلق يمشي فقال معاوية : يا أبا إسحاق ومن عترته؟ قال كعب : ولد فاطمة
فعبس وجهه وعض على شفتيه وأخذ يعبث بلحيته ، فقال كعب : وإنا نجد صفة الفرخين
المستشهدين ، وهما فرخا فاطمة يقتلهما شر البرية قال : فمن يقتلهما؟ قال : رجل من
قريش ، فقام معاوية وقال : قوموا ، إن شئتم فقمنا [٢].
وروى ابن شهرآشوب
في المناقب عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ، قال : قالت آمنة « رضي الله عنها » : لما
قربت ولادة رسول الله رأيت جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي ، فذهب الرعب عني
وأتيت بشربة بيضاء ، وكنت عطشى فشربتها فأصابني نور عال ثم رأيت نسوة كالنخل طوالا
تحدثني وسمعت كلاما لا يشبه كلام الآدميين حتى رأيت كالديباج الأبيض قد ملأ بين
السماء والأرض ، وقائل يقول خذوه من أعز الناس ورأيت رجالا وقوفا في الهواء
بأيديهم أباريق ، ورأيت مشارق الأرض ومغاربها ، ورأيت علما من سندس على قضيب من
ياقوتة قد ضرب بين السماء في ظهر الكعبة فخرج رسول الله رافعا إصبعه إلى السماء ، ورأيت
سحابة بيضاء ينزل من السماء حتى غشيته فسمعت نداء طوفوا بمحمد صلىاللهعليهوآله شرق الأرض وغربها ، والبحار ليعرفوه باسمه ونعته وصورته ، ثم انجلت عنه
الغمامة ، فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن ، وتحته حريرة خضراء ، وقد قبض على
ثلاثة مفاتيح من اللؤلؤ الرطب