ولاة الأمر كانت
دماؤهم أقرب إلى الصيانة والعصمة ، مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم ، فلم
يساعده القضاء والقدر ، وكان من الأمر ما كان ، ثم أفضى أمر ذريته فيما بعد إلى ما
قد علمت [١].
قال : وروى أحمد
بن عمر بن عبد العزيز ، عن عمر بن شيبة ، عن محمد بن منصور عن جعفر بن سليمان ، عن
مالك بن دينار قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله قد بعث أبا سفيان ساعيا [٢] فرجع من سعايته ، وقد مات رسول الله فلقيه قوم فسألهم ، فقالوا مات رسول الله
فقال : من ولي بعده ، قيل أبو بكر قال : أبو الفصيل؟ قالوا : نعم قال : فما فعل
المستضعفان علي والعباس ، أما والذي نفسي بيده لأرفعن لهما من أعضادهما.
قال أبو بكر أحمد
بن عبد العزيز : وذكر جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم يحفظه الرواة ،
فلما قدم المدينة قال : إني لأرى عجاجة لا يطيفها إلا الدم ، قال : فكلم عمر أبا
بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدع له ما في يده فتركه
فرضي [٣].
أقول : قد أوردنا
سابقا ما رواه الفريقان من ظلمهم أهل البيت وجبرهم على البيعة وفيما أوردنا في
المقامين كفاية لمن له أدنى فهم ودراية ، وتفصيل الكلام في ذلك موكول إلى شرحنا
على كتاب الحجة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.