وقد روى الشيخ أبو
طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج أن أمير المؤمنين كان جالسا في بعض مجالسه بعد
رجوعه من النهروان ، فجرى الكلام حتى قيل له :
لم لا حاربت أبا
بكر وعمر ، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية ، فقال عليهالسلام : إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي ، فقام إليه أشعث
بن قيس فقال : يا أمير ـ المؤمنين لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقك؟
فقال : يا أشعث قد
قلت قولا فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجة ، إن لي أسوة بستة من الأنبياء عليهمالسلام.
أولهم نوح عليهالسلام حيث قال : « أَنِّي
مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ »[١] فإن قال قائل : إنه قال لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وثانيهم لوط عليهالسلام حيث قال : « لَوْ أَنَّ
لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ »[٢] فإن قال قائل : إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وثالثهم إبراهيم
خليل الله حيث قال : « وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ »[٣] فإن قال قائل : إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
ورابعهم موسى عليهالسلام حيث قال : « فَفَرَرْتُ
مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ »[٤] فإن قال قائل : إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وخامسهم أخوه
هارون حيث قال : « يا بن أم إِنَّ الْقَوْمَ
اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي » [٥] فإن قال قائل : إنه
قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.