فيها خير من
العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
وقيل : ذكر لرسول
الله صلىاللهعليهوآله رجل من بني إسرائيل أنه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله
ألف شهر ، فعجب من ذلك رسول الله عجبا شديدا ، وتمنى أن يكون ذلك في أمته ، فقال :
يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله ليلة القدر ، وقال :
« لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ »حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولأمتك من بعدك
إلى يوم القيامة في كل شهر رمضان ، وعلى ما في الخبر [١] الكتاب يحتمل أن يكون المراد أن الله سلب فضل ليلة القدر في مدة ملكهم عن
العالمين ، كما هي ظاهر خبر الصحيفة ، فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة تلك المدة
لعدم كون ليلة القدر فيها.
أو أنه تعالى سلب
فضلها عنهم لعنهم الله ، فالمراد بالعبادة العبادة التقديرية لعدم صحة عبادتهم ، أي
لو كانت مقبولة لكانت عبادة ليلة القدر أفضل منها ، لسلب فضيلة ليلة القدر عنهم.
أو المراد أن
الثواب الذي يمنحه الله على العمل فيها ، خير من سلطنة بني أمية وشوكتهم واقتدارهم
في تلك المدة.
فإن قلت : فعلى
هذا لا يظهر فضل كثير لليلة القدر ، إذ كل ثواب من المثوبات الأخروية وإن كانت قليلة
لبقائها وأبديتها خير من جميع الدنيا وما فيها.
قلت : المراد على
هذا أن ثواب ليلة القدر بالنظر إلى سائر المثوبات الأخروية أشد امتيازا وعلوا من
شوكتهم وملكهم ، وبالنظر إلى ملك الدنيا وعزها. وقد بسطنا الكلام في ذلك في شرح
الصحيفة [٢] فمن أراد تحقيق ذلك فليرجع إليه.
[١] كذا في النسخ
والظاهر زيادة الألف واللام من النسّاخ ، والصحيح « على ما في خبر الكتاب ».