وعد عقاب أولاهما
« بَعَثْنا
عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا »بخت نصر عامل لهراسف على بابل وجنوده ، وقيل : جالوت الجزري
، وقيل : سنجاريب من أهل نينوى « أُولِي
بَأْسٍ شَدِيدٍ »ذوي قوة وبطش في الحرب شديد
« فَجاسُوا »ترددوا لطلبكم ، وقرئ بالحاء المهملة ، وهما أخوان « خِلالَ الدِّيارِ »وسطها للقتل والغارة ، فقتلوا كبارهم وسبوا صغارهم ، وحرقوا
التوراة وخربوا المسجد. والمعتزلة لما منعوا تسليط الله الكافر على ذلك ، أولوا
البعث بالتخلية وعدم المنع « وَكانَ
وَعْداً مَفْعُولاً »وكان وعد عقابهم لا بد أن يفعل « ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ
الْكَرَّةَ »أي الدولة والغلبة
«
عَلَيْهِمْ »على الذين بعثوا عليكم ، وذلك بأن ألقى الله في قلب بهمن بن
إسفنديار لما ورث الملك من جده كشتاسف بن لهراسف شفقة عليهم ، فرد أسراهم إلى
الشام وملك دانيال عليهم ، فاستولوا على من كان فيها من أتباع بخت نصر ، بأن سلط
داود على جالوت فقتله ، « وَأَمْدَدْناكُمْ
بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً »مما كنتم والنفير من ينفر مع الرجل من قومه ، وقيل : جمع
نفر ، وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو [١].
قوله
عليهالسلام : « قتل علي بن أبي طالب عليهالسلام
» اعلم أنه لما قال
تعالى : « وَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً
»وبين الرسول أن كلما وقع في بني إسرائيل يقع مثله في هذه
الأمة حذو النعل بالنعل [٢] فكلما ذكر تعالى من أحوال بني إسرائيل فظاهره فيهم ، وباطنه
في هذه الأمة بما سيقع من نظيره فيهم فإفساد هذه الأمة مرتين إشارة إلى قتل أمير
المؤمنين عليهالسلام وطعن الحسن عليهالسلام بعده في ساباط المدائن.