responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 2  صفحه : 119

وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر وهو الذي خلقهما وأنشأهما لجاز لقائل هذا أن يقول إن الخالق يبيد يوما ما لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ثم لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور عليه ولا الخالق من المخلوق تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم إن شاء الله تعالى.

______________________________________________________

واستشهد عليه‌السلام بأمثاله في كلامه سبحانه ، ثم استدل على استحالة الحزن والضجر عليه كسائر الكيفيات بأن الاتصاف بالممكن المخلوق مستلزم للإمكان وكل ما هو ممكن في عرضة الهلاك ، ولا يؤمن عليه الانقطاع والزوال ثم إذا جوز عليه الزوال لم يعرف المكون المبدأ على الإطلاق من المكون المخلوق ، ولا القادر على الإطلاق السرمدي من المقدور عليه المحدث ، ولا الخالق من المخلوق ، لأن مناط هذا التميز والمعرفة الوجوب والقدم الدالان على المبدئية والقدرة والخالقية والإمكان والعدم الدالان على المكونية والمقدورية والمخلوقية ، بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة منه إلى خلقه في وجوده أو كمالاته ، لكونه المبدأ الأول الأزلي الإحدى المتقدس عن التكثر بجهة من الجهات كالفعلية والقوة وغيرها ، فإذا كان كذلك استحال عليه الحد الموقوف على المهية الإمكانية والكيف كذا قيل.

أو أنه إذا كان خالقا لجميع ما سواه غير محتاج إليها لا يمكن أن يكون متصفا بالحد والكيف ، إذ الحد والكيف إن كانا منه سبحانه فهو محتاج إليهما ، فتكون خالقيته للحاجة ، وإن كانا من غيره فالغير مخلوق له ، وهو محتاج إليه في الاتصاف بهما.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 2  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست