استوفى النبي صلىاللهعليهوآله علي عليهالسلام العلوم والحكمة قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وقد
أوجب الله على الخلق الاستكانة لعلي عليهالسلام بقوله : « ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
» [١] أي الذي لا يرتابون في فضل الباب وعلو قدره.
وقال في موضع آخر
: « وَأْتُوا
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها » [٢] يعني الأئمة عليهمالسلام الذين هم بيوت العلم ومعادنه وهم أبواب الله ووسيلته
والدعاة إلى الجنة والأدلاء عليها إلى يوم القيامة ، رواه الكفعمي عنه عليهالسلام.
« وخزانة في سمائه وأرضه » أي خزان علمه من بين أهل السماء والأرض فنعطي علمه من نشاء
ونمنعه من نشاء.
ويحتمل الأعم إذ
جميع الخيرات يصل إلى الخلق بتوسطهم ، وقيل : أي عندهم مفاتيح الخير من العلوم
والأسماء التي تفتح أبواب الجود على العالمين.
« بنا أثمرت الأشجار » إذ الغاية في خلق العالم المعرفة والعبادة كما دلت عليه
الآيات والأخبار ، ولا يتأتى الكامل منهما إلا منهم ، ولا يتأتيان من سائر الخلق
إلا بهم ، فهم سبب نظام العالم ، ولذا يختل عند فقد الإمام لانتفاء الغاية وقد قال
سبحانه : لولاك لما خلقت الأفلاك ، قيل : ويحتمل أن يكون أثمار الأشجار وإيناع
الأثمار وجرى الأنهار « إه » كناية عن ظهور الكمالات النفسانية والجسمانية ،
ووصولها إلى غايتها المطلوبة ، وظهور العلم وأمثاله ، وقال في النهاية أينع الثمر
يونع وينع يينع فهو مونع ويانع إذا أدرك ونضج وأينع أكثر استعمالا ، والعشب بالضم
الكلاء الرطب.