أن يقدر بهما ،
فلذلك يوجب أجرا جزيلا ، وقال في القاموس : اغرورقت عيناه دمعتا كأنها غرقت في دمعها ، انتهى.
والمراد هنا
امتلاء العين بالماء قبل أن يجري على الوجه ، وفي القاموس : رهقه كفرح غشيه ولحقه أو دنا منه سواء أخذه أو لم يأخذه ، وقال
الجوهري : رهقه بالكسر يرهقه رهقا أي غشيه من قوله تعالى : ( وَلا
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ )[١] وقال : القتر جمع القترة وهي الغبار ومنه قوله تعالى : (
تَرْهَقُها قَتَرَةٌ )[٢] وقال الراغب : وقوله تعالى : «
تَرْهَقُها
قَتَرَةٌ » نحو غبرة وهي شبه دخان يغشى الوجه من الكرب.
وقال البيضاوي في
قوله تعالى : « لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ » لا يغشاها قتر غبرة فيها سواد ، ولا ذلة هوان ، والمعنى لا
يرهقهم ما يرهق أهل النار أو لا يرهقهم ما يوجب ذلك حزن وسوء حال ، وضمير وجهه
راجع إلى صاحب العين كالآية وفي القاموس : فاض الماء يفيض فيضا كثر حتى سأل كالوادي ، وضمير فاضت إما
راجع إلى الدموع أو العين بالإسناد المجازي كالفياض ، وضمير حرمة إما راجع إلى الباكي أو إلى الوجه ، وفي بعض النسخ حرمهما
فالضمير راجع إلى العين ، وتحريمه يستلزم تحريم الشخص ، بل المبالغة فيه أكثر ،
فإن الكناية أبلغ ، ولأنه يدل على أنه لا يرى النار بعينه فيأول بأنه لا يراها
رؤية مخوفة.
«
في أمة » أي يكون فيهم أو
في حقهم فالرحمة تشمل الدارين إن كانوا مؤمنين ، أو في الدنيا إن لم يكونوا
مؤمنين.