باب
الرغبة والرهبة والتضرع والتبتل والاستعاذة والمسألة
قال في النهاية :
في حديث الدعاء رغبة ورهبة إليك ، يقال : رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشيء وطمع
فيه ، والرغبة السؤال والطلب ، والرهبة الخوف والفزع أعمل لفظ الرغبة وحدها ولو
أعملها معا قال رغبة إليك ورهبة منك ، ولكن لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على
الآخر ، وقال : التضرع التذلل والمبالغة في السؤال : والرغبة ، يقال : ضرع يضرع
بالكسر والفتح وتضرع إذا خضع وذل ، وقال : يقال تبله يبتله تبلا إذا قطعه ، وفيه
لا رهبانية ولا تبتل ، التبتل الانقطاع عن النساء وترك النكاح ، وامرأة بتول منقطعة
عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم أم عيسى عليهالسلام وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا ، وقيل :
لانقطاعها إلى الله تعالى.
وقال وفي حديث
الدعاء والابتهال أن تمد يديك جميعا وأصله التضرع والمبالغة في الدعاء.
وقال الجوهري :
تضرع إلى الله أي ابتهل ، قال الفراء : جاء فلان يتضرع ويتعرض بمعنى إذا جاء يطلب
إليك الحاجة ، وقال : التبتل الانقطاع عن الدنيا إلى الله ، وكذلك التبتيل ومنه
قوله تعالى : ( وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً )[١] وقال : الابتهال التضرع ويقال في قوله تعالى «
ثُمَّ
نَبْتَهِلْ » أي نخلص في الدعاء.
الحديث
الأول : صحيح على
الظاهر إذ الأظهر أن أبا
إسحاق هو ثعلبة بن