وروى السيد بن
طاوس ، في كشف اليقين بإسناده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أدخلت الجنة رأيت الشجرة تحمل الحلي ، والحلل أسفلها
خيل بلق ، وأوسطها الحور العين ، وفي أعلاها الرضوان ، قلت يا جبرئيل لمن هذه
الشجرة ، قال : هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة ، يؤتى بشيعة علي حتى ينتهي بهم إلى
هذه الشجرة فيلبسون الحلي ، والحلل ، ويركبون الخيل البلق ، وينادي مناد هؤلاء
شيعة علي صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا هذا اليوم ، ومثله كثير ، وفي القاموس :
الحلة بالضم إزار ورداء برداء ، وغيره ، ولا يكون حلة إلا من ثوبين أو ثوب له
بطانة ، وقد مر شرح آخر الخبر في باب الاستغفار.
وقيل : يحتمل أن
يكون المراد أن مجموع التوحيد ، والاستغفار من حيث المجموع خير العبادة.
لكن فيه شيء ،
لأنك قد عرفت أن التوحيد وحده خير العبادة فما الفائدة في ضم الاستغفار معه ،
والحكم على المجموع بالخيرية.
ويمكن الجواب :
بأن الخيرية تقبل التشكيك فهذا الفرد منها أكمل من السابق.
ويحتمل أن يكون
المراد أن كل واحد منهما خير العبادة ، أما الأول : فلما عرفت ، وأما الثاني :
فلأن الاستغفار في نفسه عبادة ، لكونه غاية الخشوع والتذلل ، والرجعة إليه سبحانه
، ومع ذلك سبب لمحو الذنوب الصغيرة ، والكبيرة جميعا الذي يوجب طهارة النفس ،
وحصول القرب إليه سبحانه لأن المعصية مانعة منه ، وأما غيره من العبادات وإن كان
مكفرا للذنوب ، لكن ليس بهذه المثابة.
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 199