نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 192
الله رب العالمين
إني أنا الله العلي العظيم إني أنا الله العزيز الحكيم إني أنا الله الغفور الرحيم
إني أنا الله الرحمن الرحيم إني أنا الله مالك يوم الدين ،
وإن كانت بتقدير
صلاة الساعة الأولى ، كما هو مذهب البصريين ، فهو باعتبار أن أول خلق العالم كانت
الشمس في نصف نهار وسط الدنيا ، كما روي عن الرضا عليهالسلام.
فإن قيل : هذه
الساعات تختلف باختلاف عروض البلاد ، فالمعتبر في ذلك أي عرض ، وأي بلد.
قلت : يحتمل أن
يكون المعتبر قبة الأرض ، أو مكة ضاعف الله شرفها ، ولو حمل على أن المراد
بالتمجيد ظهور تقدسه ، وجلاله لطريان أضداد تلك الصفات على العباد فلا يبعد كون
التمجيد في كل بلد في هذا النوع من الأوقات فتدبر.
« إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ
الْعالَمِينَ » الله ، أشهر
أسمائه تعالى ، وأعلاها محلا في الذكر والدعاء ، ولذا ابتدأ به في القرآن المجيد ،
وفي فقرات هذا التمجيد ، وهو اسم للذات الواجب بالذات المستحق لجميع المحامد ،
والكمالات ، و « الرب » قيل هو مصدر بمعنى التربية وهي تبليغ كل شيء إلى كماله
اللائق به شيئا فشيئا ، والوصف به للمبالغة كزيد عدل ، وقيل : صفة مشبهة من ربه
يربه ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه ، ويربيه لينتقل من حد النقص إلى حد
الكمال ، و « العالم » هو كل ما سوى الله تعالى من المجردات ، والجسمانيات ، وفيه
دلالة على افتقار الممكن إلى المؤثر في البقاء.
«
إني أنا الله العلي العظيم » العلي المتنزه عن صفات الممكن ، وقد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالغلبة ،
والقدرة عليهم ، وبمعنى المتعالي عن الأشباه ، والأنداد و « العظيم » ذو العظمة ،
وهو راجع إلى كمال الذات ، والصفات و « العزيز » الغالب الذي لا يغلب ، ولا يعادله شيء و « الحكيم » الذي يعلم الأشياء كما هي ، أو يحكم خلقها ويتقنها بلطف
التدبير ، وحسن التقدير و
« الغفور » كثير المغفرة
للسيئات ، وعظيم التجاوز عن العقوبات و « الرحيم » شديد الرحمة بجميع عبادة ،
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 192