في كون الساعات
الثلاث في الليل أطول من ساعات النهار ، لكون عبادة الليل وساعاته أشرف كما قال
تعالى ( إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ
وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً )[١] أنا لا تسلم كون تلك الساعات أطول ، لأنها إنما تكون ثلثا
بالنسبة إلى الليل الشرعي وهو أقصر من الليل النجومي بقريب من ساعتين فمع
انضمامهما إلى الليل الشرعي يصير الثلث ربعا فتفطن.
ثم الظاهر أن قوله
« من المشرق » من كلام الراوي وكذا « من المغرب » وأيضا ظاهر أن كلا من الفقرتين
تحديد لتمام الثلث بأن يكون الثلث في كل منهما متوالية ، وكونه تحديدا للساعة
الأولى فقط كما قيل بعيد جدا ويدل على أن ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس داخل
في النهار ، وقد يقال : دلالة فيه على ذلك ، لأنه قال : في الثلث الباقي لأول
الثلث الباقي فيمكن أن تكون تلك الساعات بين هذا الثلث ، ولا يخفى بعده.
وتفصيل القول في شرح
الخبر : أنه قد يقسم مجموع الليل والنهار ، أربعا وعشرين ساعة متساوية وتسمى
بالساعات المسوية ، وقد يقسم كل من الليل والنهار ، اثني عشرة ساعة متساوية في أي
فصل كان ، وتسمى بالساعات المعوجة ، وكأنها المراد هنا ، وقد يطلق على مقدار قليل
من الليل أو النهار ، اختص بحكم أو حالة ، كما ورد أن ما بين طلوع الفجر إلى طلوع
الشمس ساعة ، وأن بين العشاءين ساعة ، فليست هي من الساعات المسوية ، ولا المعوجة.
قال في المصباح : الساعة الوقت من ليل ، أو نهار ، والعرب تطلقها ، وتريد بها الوقت
، والحين وإن قل وعليه قوله تعالى « لا يَسْتَأْخِرُونَ
ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ » [٢] ومنه قوله عليهالسلام من راح في الساعة الأولى الحديث ، ليس المراد الساعة التي
ينقسم عليها النهار القسمة الزمانية ، بل المراد مطلق الوقت ، وهو السبق ، وإلا
لاقتضى