يده صفرا من عطائه
لكرمه [١] بترك من يترك إذ المحتاج إليه حياء منه ، وقال : صفر الشيء بالكسر أي خلا والمصدر صفر بالتحرك ويستوي فيه المذكر
والمؤنث والتثنية والجمع ، وفي المصباح بيت صفر وزان حمل أي خال من المتاع ، وهو
صفر اليدين ليس فيهما شيء مأخوذ من الصفر وهو الصوت الخالي من الحروف ، وصفر الشيء
من باب تعب إذا خلا فهو صفر وأصفر بالألف لغة.
وفي القاموس :
الصفر مثلثة وككتف وزبر : الخالي. وفيه إشعار بأنه تعالى إما يستجيب هذه الحاجة إن
علم صلاحه فيه أو يجعل في يده ما هو خير له من تلك الحاجة ، ويدل على استحباب مسح
الرأس والوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء ، وقد ورد النهي عنه في صلاة الفريضة فهو
محمول على غيره.
ولندفع
هنا شبهة
تحظر ببال أكثر
الناس أنه سبحانه وعد إجابة الدعاء وخلف الوعد عليه تعالى محال كما عرفت ، وأيضا
ورد ذلك في كثير من الآيات والأخبار ويمتنع صدور الكذب عنه تعالى وعن حججه عليهمالسلام.
ويمكن الجواب عنه
بوجوه : الأول : أن الوعد مشروط بالمشية أي أجيب إن شئت ، ويدل عليه قوله : (
فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ )[٢].
الثاني : ما قيل :
إنه أراد بالإجابة لازمها وهو السماع فإنه من لوازم الإجابة فإنه يجيب دعوة المؤمن
في الحال ويؤخر إعطاءه ليدعوه ويسمع صوته فإنه يحبه.
الثالث : أنها
مشروطة بكونها مصلحة وخيرا إذ الحكيم لا يترك ما هو موجب لصلاح أحوال العباد بما
هو مقتضى شهواتهم كما قال سيد الساجدين صلوات الله عليه : يا من لا تبدل حكمته
الوسائل ، وذلك كما إذا قال كريم أنا لا أرد سائلا ثم أتى