responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 12  صفحه : 19

إلا استحيا الله عز وجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه.

______________________________________________________

يده صفرا من عطائه لكرمه [١] بترك من يترك إذ المحتاج إليه حياء منه ، وقال : صفر الشيء بالكسر أي خلا والمصدر صفر بالتحرك ويستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع ، وفي المصباح بيت صفر وزان حمل أي خال من المتاع ، وهو صفر اليدين ليس فيهما شيء مأخوذ من الصفر وهو الصوت الخالي من الحروف ، وصفر الشيء من باب تعب إذا خلا فهو صفر وأصفر بالألف لغة.

وفي القاموس : الصفر مثلثة وككتف وزبر : الخالي. وفيه إشعار بأنه تعالى إما يستجيب هذه الحاجة إن علم صلاحه فيه أو يجعل في يده ما هو خير له من تلك الحاجة ، ويدل على استحباب مسح الرأس والوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء ، وقد ورد النهي عنه في صلاة الفريضة فهو محمول على غيره.

ولندفع هنا شبهة

تحظر ببال أكثر الناس أنه سبحانه وعد إجابة الدعاء وخلف الوعد عليه تعالى محال كما عرفت ، وأيضا ورد ذلك في كثير من الآيات والأخبار ويمتنع صدور الكذب عنه تعالى وعن حججه عليهم‌السلام.

ويمكن الجواب عنه بوجوه : الأول : أن الوعد مشروط بالمشية أي أجيب إن شئت ، ويدل عليه قوله : ( فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ ) [٢].

الثاني : ما قيل : إنه أراد بالإجابة لازمها وهو السماع فإنه من لوازم الإجابة فإنه يجيب دعوة المؤمن في الحال ويؤخر إعطاءه ليدعوه ويسمع صوته فإنه يحبه.

الثالث : أنها مشروطة بكونها مصلحة وخيرا إذ الحكيم لا يترك ما هو موجب لصلاح أحوال العباد بما هو مقتضى شهواتهم كما قال سيد الساجدين صلوات الله عليه : يا من لا تبدل حكمته الوسائل ، وذلك كما إذا قال كريم أنا لا أرد سائلا ثم أتى


[١] هكذا.

[٢] الأنعام : ٤١.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 12  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست