نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 160
فصنعوه قال فعاد
الفقراء إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقالوا يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه فقال ـ
رسول الله صلىاللهعليهوآله : ذلِكَ فَضْلُ
اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ.
الأولى : الغني
والفقير اللذين يفعل كل منهما الواجب عليه فقط.
الثانية : أن يفعل
كل منها ما هو مقدوره كان يصبر الفقير ويؤثر على غيره ويحج الغني ويعتق ويتصدق.
الثالثة : الفقر
والغناء وصفان كليان من حيث كون كل منهما قابلا للأمر إما الغناء فقابل لتحصيل
القرب بالمالية ، وأما الفقر فقابل للصبر ، وكل واحد من هذه الثلاثة يصح أن يكون
محلا للخلاف ، أما الأولى فلأنه يمكن أن يقال فيها هل فضل القربات المالية الواجبة
أرجح من صبر الفقير أو صبره أرجح ، وأما الثانية وهي الأنسب بهذا الحديث ، فكذلك
بنحو ما تقدم ، وأما الثالثة فكذلك فإنه يصح أن يقال هل قابلية فعل الخيرات
والقربات المالية أرجح من قابلية تحصيل الصبر والسلامة من عهدة الغناء وتكاليفه أو
العكس فتأمل ، ورجح بحسب ما ظهر لك من الروايات وغيرها ، انتهى.
وأقول : الأظهر
عندي أن الفقر والغناء والصحة والقسم والعزة والذلة والشهرة والخمول وسائر تلك
الأحوال المتقابلة لكل منها جهات كثيرة ومختلف. بحسب الأحوال والأشخاص والأزمان ،
ولا يعلم جميع ذلك إلا علام الغيوب ، ولا يفعل شيئا من ذلك بعباده بلطفه الشامل
إلا ما علم صلاحهم فيه بعلمه الكامل ، فوظيفة العبد أن يكل جميع ذلك إلى مولاه ،
ويتوكل عليه ويرضي بقضائه ، ويصبر على بلائه ويشكره على نعمائه ، ولا يختار لنفسه
ما لا يعلم عاقبته ، فالغني للغني أصلح ، وإلا لم يفعله به مولاه ، والفقر للفقير
أفضل وإلا لم يفعله به من خلقه ورباه وهكذا جميع أحوال العالمين «
فَخُذْ ما
آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ
» [١].