الضراعة وأكثر ما
يستعمل فيما يوجد في الجوارح والضراعة أكثر ما يستعمل فيما يوجده في القلب ، ولذلك
قيل في ما روي : إذا ضرع القلب خشعت الجوارح.
«
واطمأن عند ذكري » إشارة إلى قوله تعالى : « أَلا بِذِكْرِ اللهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » ومثله في الكتاب العزيز كثير ، قال الراغب : الطمأنينة
والاطمئنان السكون بعد الانزعاج ، قال تعالى : ( وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ
قُلُوبُكُمْ )[١]( وَلكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )[٢]( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي )[٣] وهي أن لا تصير أمارة بالسوء ، وقال : «
أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » تنبيها على أن بمعرفة الله والإكثار من عبادته يكتسب
اطمئنان النفس المسؤول بقوله : « وَلكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي » وقوله تعالى : (
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ )[٤] وقال : ( وَرَضُوا بِالْحَياةِ
الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها )[٥].
وقال البيضاوي : ( الَّذِينَ
آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ )[٦] أنا به واعتمادا عليه ورجاء منه ، أو بذكر رحمته بعد القلب من خشيته أو بذكر
دلائله الدالة على وجوده ووحدانيته أو بكلامه يعني القرآن الذي هو أقوى المعجزات «
أَلا
بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
» تسكن إليه « ولا
تُشْرِكْ بِي شَيْئاً » في العبادة أو
الأعم إلى المصير في الآخرة أو في الدارين « اجعلني ذخرك » أي ما تدخره ليوم فاقتك في الدنيا والآخرة ، قال في
المصباح : ذخرته ذخرا من باب نفع والاسم الذخر بالضم إذا أعددته ليوم الحاجة إليه
وادخرت على افتعلت مثله فهو مذخور وذخيرة أيضا.
«
من الباقيات » إشارة إلى قوله تعالى : « الْمالُ وَالْبَنُونَ
زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا