نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 305
وكلها غيره. يا
هشام الخبز اسم للمأكول والماء اسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم للمحرق
أفهمت. يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله
يكون المعنى أن
العقل لما حكم بالمغايرة فمن توهم الاتحاد إن جعل هذه الحروف معبودا بتوهم أن
الذات عينها ، فلم يعبد شيئا أصيلا إذ ليس لهذه الأسماء بقاء واستمرار وجودا لا
بتبعية النقوش في الألواح أو الأذهان ، وإن جعل المعبود مجموع الاسم والمسمى فقد
أشرك وعبد مع الله غيره ، وإن عبد الذات الخالص فهو التوحيد ، وبطل الاتحاد بين
الاسم والمسمى ، والأول أظهر ، ويحتمل أن يكون المراد بالمألوه من له إلا له كما
يظهر من بعض الأخبار أنه يستعمل بهذا المعنى ، كقوله عليهالسلام : كان إلها إذ لا مألوه وعالما إذ لا معلوم فالمعنى أن
الإله يقتضي نسبة إلى غيره ولا يتحقق بدون الغير ، والمسمى لا حاجة له إلى غيره ،
فالاسم غير المسمى ، ثم استدل عليهالسلام على المغايرة بوجهين آخرين : « الأول » : أن لله تعالى
أسماء متعددة فلو كان الاسم عين المسمى لزم تعدد الآلهة لبداهة مغايرة تلك الأسماء
بعضها لبعض ، قوله : ولكن الله أي ذاته تعالى لا هذا الاسم « الثاني » : أن الخبز
اسم لشيء يحكم عليه بأنه مأكول ، ومعلوم أن هذا اللفظ غير مأكول ، وكذا البواقي ،
وقيل : إن المقصود من أول الخبر إلى آخره بيان المغايرة بين المفهومات العرضية
التي هي موضوعات تلك الأسماء وذاته تعالى الذي هو مصداق تلك المفهومات ، فقوله عليهالسلام : والإله يقتضي مألوها معناه أن هذا المعنى المصدري يقتضي أن يكون في الخارج
موجود هو ذات المعبود الحقيقي ، ليدل على أن مفهوم الاسم غير المسمى والحق تعالى
ذاته نفس الوجود الصرف بلا مهية أخرى ، فجميع مفهومات الأسماء والصفات خارجة عنه ،
فصدقها وحملها عليه ليس كصدق الذاتيات على المهية إذ لا مهية له كلية ولا كصدق
العرضيات إذ لا قيام لأفرادها بذاته تعالى ، ولكن ذاته تعالى بذاته الأحدية
البسيطة مما ينتزع منه هذه المفهومات ، وتحمل عليه ، فالمفهومات كثيرة والجميع
غيره ، فيلزم من عينية تلك المفهومات تعدد الآلهة.
قوله : الخبز اسم للمأكول ، حجة أخرى على ذلك ، فإن مفهوم المأكول اسم
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 305