قوله يعني أن الله خلق الأشخاص : هذا كلام الكليني (ره) وقال الصدوق (ره) في التوحيد بعد
نقل هذا الكلام القول الصواب في هذا الباب : هو أن يقال عرفنا الله بالله ، لأنا
إن عرفناه بعقولنا فهو عز وجل واهبها ، وإن عرفناه عز وجل بأنبيائه ورسله وحججه عليهمالسلام فهو عز وجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا ، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عز وجل
محدثنا فبه عرفناه ، وقد قال الصادق عليهالسلام : لو لا الله ما عرفنا ، ولو لا نحن ما عرف الله حق معرفته
ولو لا الله ما عرف الحجج ، وقد سمعت بعض أهل الكلام يقولون : لو أن رجلا ولد في
فلاة من الأرض ولم ير أحدا يهديه ويرشده حتى كبر وعقل ونظر إلى السماء والأرض لدله
ذلك على أن لهما صانعا ومحدثا ، فقلت : إن هذا شيء لم يكن وهو إخبار بما لم يكن أن
لو كان كيف كان يكون ، ولو كان ذلك لكان لا يكون ذلك الرجل إلا حجة الله تعالى
ذكره على نفسه كما في الأنبياء عليهمالسلام ، منهم من بعث إلى نفسه ومنهم من بعث إلى أهله وولده ،
ومنهم م بعث إلى أهل محلته ، ومنهم من بعث إلى أهل بلده ، ومنهم من بعث إلى الناس
كافة ، أما استدلال إبراهيم الخليل عليهالسلام بنظره إلى الزهرة ثم إلى القمر ، ثم إلى الشمس ، وقوله ( فَلَمَّا
أَفَلَتْ ( قالَ ) يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )[١] فإنه عليهالسلام كان نبيا ملهما مبعوثا مرسلا ، وكان جميع قوله إلى آخره
بإلهام الله عز وجل إياه ، وذلك قوله تعالى : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنا
آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ )[٢] وليس كل أحد كإبراهيم عليهالسلام ولو استغنى في معرفة التوحيد بالنظر عن تعليم الله عز وجل
وتعريفه لما أنزل الله تعالى ما أنزل من قوله : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلاَّ اللهُ )[٣] ومن قوله ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ
) إلى آخرها ، ومن قوله ( بَدِيعُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ