نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 21
ظاهره قبله ، وقد
قال العالم عليه السلام : « إن الله عز وجل خلق النبيين على النبوة ، فلا يكونون
إلا أنبياء ، وخلق الأوصياء على الوصية ، فلا يكونون إلا أوصياء ، وأعار قوما
إيمانا فإن شاء تممه لهم ، وأن شاء سلبهم إياه ، قال : وفيهم جرى قوله : « فمستقر ومستودع » [١].
وذكرت أن أمورا قد
أشكلت عليك ، لا تعرف حقائقها لاختلاف الرواية فيها وأنك تعلم أن اختلاف الرواية
فيها لاختلاف عللها وأسبابها ، وأنك لا تجد بحضرتك من تذاكره وتفاوضه ممن تثق
بعلمه فيها ، وقلت : إنك تحب أن يكون عندك كتاب كان يجمع [ فيه ] من جميع فنون علم
الدين ، ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين
والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين
المتأمل ، وسيأتي
تحقيق معنى التوفيق والخذلان على وجه يوافق أصول أهل العدل في كتاب الإيمان والكفر
إنشاء الله تعالى.
قوله تعالى «
فمستقر » : بفتح القاف وكسرها على اختلاف القراءة جار في النبي والوصي ، فبالفتح
اسم مفعول يعني مثبت في الإيمان ، أو اسم مكان يعنى له موضع استقرار وثبات فيه ،
وبالكسر اسم فاعل يعنى مستقر ثابت فيه ، « ومستودع » بفتح الدال اسم مفعول أو اسم
مكان جار في المعار ، وقال البيضاوي في قوله تعالى : « وهو الذي أنشأكم من نفس
واحدة فمستقر ومستودع » أي فلكم استقرار في الأصلاب أو فوق الأرض ، واستيداع في
الأرحام أو تحت الأرض ، وقرء ابن كثير والبصريان بكسر القاف ، على أنه فاعل ،
والمستودع مفعول أي فمنكم قار ومنكم مستودع.
قوله : بالآثار
الصحيحة ، استدل به الأخباريون على جواز العمل بجميع اخبار الكافي وكون كلها صحيحة
وإن الصحة عندهم غير الصحة باصطلاح المتأخرين ، وزعموا أن حكمهم بالصحة لا تقصر عن
توثيق الشيخ أو النجاشي أو غيرهما رجال السند ، بل ادعى بعضهم أن الصحة عندهم
بمعنى التواتر ، والكلام فيها طويل ، و