ومن هنا قد ورد في عدّة من الروايات أنّ الآية من القرآن إذا فسّرت في شيء فلا تنحصر الآية به ، وهو كلام متصل ينصرف على وجوه [١] ، وأنّ القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه [٢]. وهذا معنى أنّ للقرآن بطوناً لن تصل إليها أفهامنا القاصرة إلاّبتوجيه من أهل البيت عليهمالسلام كما وجّهنا إليها في بعض الموارد ، وقد دلّت على ذلك المعنى روايات كثيرة واردة من طرق العامّة والخاصّة. ومن أراد الاطلاع على مجموع هذه الروايات في جميع هذه الأبواب فليطلبها من مصادرها.
وفي بعض الروايات إشارة إلى صغرى هذه الكبرى وهو ما ورد : إنّ القرآن ظاهره قصة وباطنه عظة [٣] ، فانّه في الظاهر بيّن قصص السابقين وقضاياهم كقصة بني إسرائيل وما شاكلها ، ولكنّها في الباطن عظة للناس وعبر ودروس لهم ، فانّ التأمّل في القضايا الصادرة عن الامم السابقة دروس وعبر لنا. وينبهنا على أنّ السير على منهاجه ينجينا عن الضلال ، وأنّ الكفر بنعم الله تعالى يوجب السخط على الكافرين والعاصين.
وعلى الجملة : أنّ قصص الكتاب في الظاهر وإن كانت حكايات وقصصاً إلاّ أنّها في الباطن دروس وعبر للناس.
فقد أصبحت نتيجة هذا البحث لحدّ الآن اموراً :
[١] البحار ٩٢ : ٩٤ / ٤٥ ، ٤٨ ، تفسير البرهان ١ : ٤٥ ـ ٤٦. [٢] مجمع البيان ١ : ١٣. [٣] لم نعثر عليه.