نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 703
ومن سورة أرأيت
٨٧٦ ـ قوله تعالى : ( وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) [٣] لا يكون له فائدة إلا على ما نقوله ، من أن العبد متمكن من الطاعة والمعصية ، فإذا حض غيره على الإطعام ، كان أقرب إلى أن يختار ويؤثر.
٨٧٧ ـ وقوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) [ ٤ ـ ٥ ] يدل على أن كل من هذا حاله يستحق الويل والوعيد. وعلى أن المصلى متمكن من الحفظ من [١] النسيان والسهو ، ولا يجوز أن يكون كذلك إلا وهو قادر عليه وعلى خلافه.
* * *
ومن سورة الكوثر
٨٧٨ ـ قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) [ ١ ـ ٢ ] يدل على أن ما ذكر أنه أعطاه فى الجنة وأنعم به عليه ، يدعوه إلى التمسك بالصلاة ، ولا يصح ذلك إلا مع القول بأن بعض الأمور تدعو العبد إلى الفعل ، وذلك يوجب فيما يفعله أنه ليس من خلق الله فيه.
* * *
ومن سورة الكافرين
٨٧٩ ـ قوله تعالى : ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [٦] قد علمنا أنه لم يذكره إلا على سبيل اللوم والتوبيخ لهم على التمسك بما هم عليه من الباطل ، ولم يرد أن يرضوا بما هم عليه من الدين ، ليتمسكوا به ، وذلك لا يصح إلا مع القول بأنهم كانوا قادرين على الإقلاع والعدول عنه إلى دين محمد صلّى الله عليه.