responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 496

ومن سورة الأنبياء

٤٧١ ـ دلالة : وقوله تعالى : ( ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) [١]

يدل على حدث القرآن ؛ لأنه تعالى قد نص على أن الذكر محدث ، وبين بغير آية أن الذكر هو القرآن ، بقوله : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ) [٢] وقوله. ( وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ ) [٣]. فإذا صح أنه ذكر ، وثبت بهذه الآية حدوث الذكر ، فقد وجب القول بحدوث القرآن.

فإن قالوا : الوصف بالحدوث يرجع إلى قوله : ( ما يَأْتِيهِمْ ) لا إلى الذكر.

قيل له : إن الذى يقتضيه الظاهر أن الذكر هو المحدث دون ما ذكرته ، فلا يصح تعلقك به ؛ لأنه جعله صفة للذكر ، ثم قال : ( إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ ) فبين أن الذى يصح أن يسمع هو المختص بالحدث.

وقد قال بعض الجهال : إن هذا القول يوجب أن فى الأذكار ما ليس هذا حاله ، وهذا جهل ؛ لأنه تعالى إنما ذكر الذكر من حيث عقبه بما يعمله [٤] الكفار عند استماعه ، فلذلك نكره ، وخصه ، لا لأن ما عداه ليس بحادث ، ومتى صح فى بعض الأذكار أنه محدث وجب مثله فى سائره ، لأن القرآن فى هذا الحكم لا يجوز أن يتبعض ، فيكون بعضه حادثا وبعضه قديما [٥].


[١] من الآية : ٢ وتتمتها : [ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ].

[٢] من الآية : ٦٩ من سورة يس.

[٣] من الآية : ٥٠ من سورة الأنبياء.

[٤] فى النسختين : يعلمه.

[٥] قال بعضهم فى تأويل الآية ، ردا على استدلال المعتزلة ، إن معناها أن الذكر محدث إلينا (محدث إلى العباد ) لا أنه فى ذاته ، محدث ، قال ابن راهويه : (هو قديم من رب العزة ، محدث إلى الأرض ). وأنكر بعضهم أن يكون المراد بالذكر فى الآية هو القرآن ؛ لأن هذه اللفظة ـ فيما يذكر ـ تتصرف على وجوه ، فقد تأتى بمعنى العلم ؛ [ فاسألوا ـ

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست