نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 26
ومنها : أن كون القرآن كذلك يصرفه أن يعوّل على تقليده ، لأنه يرى أنه ليس بأن يقلد كلامه عز وجل فى نفى التشبيه ؛ لقوله عز وجل ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )[١] أولى من أن يقلده فى خلافه ، لقوله عز وجل : ( وَجاءَ رَبُّكَ )[٢] فكما أن اختلاف العلماء فى الديانات ، وقول بعضهم فى المذهب بخلاف قول صاحبه يصرف المميز عن تقليدهم ، لأنه يعلم أنه ليس تقليد بعضهم بأولى من تقليد سائرهم ، فكذلك انقسام القرآن إلى الوجهين اللذين ذكرناهما يصرف عن ذلك لا محالة ، وما [٣] صرف عن التقليد المحرّم وبعث على النظر والاستدلال فهو فى الحكمة أولى [٤].
فان قيل : إن كان الأمر كما ذكرتم فيجب فى الواحد منا إذا قصد [٥] بتأليفه وخطابه الإفهام والبيان أن يكون كلامه كلما كان أشد اختلافا ، وأقرب [٦] إلى الالتباس والتناقض فى الظاهر ، أولى فى الحكمة. فإذا قبح ذلك فى الشاهد وجب مثله فى خطابه عز وجل ، لأنكم قد بينتم أن غرضه عز وجل به البيان والتعريف!.
قيل له : إنه تعالى يعلم مصالح العباد ، فيفعل الخطاب وغيره على ما تقتضيه
[١] من الآية ١١ من سورة الشورى. [٢] من الآية ٢٢ من سورة الفجر. [٣] فى د : ومن [٤] انظر فى حكم جعله تعالى بعض القرآن متشابها : تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٦٢ شرح الأصول الخمسة ، للقاضي عبد الجبار ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ، المغنى فى أبواب التوحيد والعدل ، للقاضي ، الجزء السادس عشر ( إعجاز القرآن ) ص ٣٧٢ ـ ٣٧٧. التهذيب فى التفسير ، للحاكم أبى السعد الجشمي ، المجلد الرابع ، مصور دار الكتب المصرية. مقدمتان فى علوم القرآن ، نشرهما آرثر جفرى سنة ١٩٥٤ ، ص ١٧٧ ـ ١٨٢ ، طبع الخانجي بمصر. مقدمة التفسير للراغب الأصفهانى ، المطبوعة مع كتاب : تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي رحمهالله ، ٤٢١ ـ ٤٢٢. الكشاف للزمخشرى : ١ / ١١٣. تأسيس التقديس للامام فخر الدين الرازى. مطبعة كردستان بمصر ١٣٢٨ ص : ٢٣١ ـ ٢٣٤. [٥] د : فصل. [٦] د : فاذا قرب.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 26