نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 78
يحتاج في خلق شيء أو
فعل شيء إلى غيره ، بل لا غير له ولا معه حتى يحتاج اليه ، وكلّ ما عداه وجودات ظلّيّة اعتباريّة في قبال وجوده الذي هو عين الحقيقة.
٥ ـ التأثير الاستقلالي : ومعناه أنّ ما
يصدر من الخلائق قاطبة إنّما هي أفعال الله ـ عزّ وجلّ ـ (وَاللهُ
خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)[١]
فالمخلوق أيّاً كان لا يستغني فيما يفعله عن الخالق الحكيم ، بل لا يصدر
منه شيءٍ إلا بإدارة من الله ـ تعالى ـ ومشيّته ، وكلّ ما للمخلوق من تأثير
وتأثّر إنّما يتمّ بإذن الله ـ تعالى ـ وإرادته التكوينيّة.
أمّا الثّمرة العمليّة والعقائديّة
للتّوحيد في فعله ـ تعالى ـ وتوحيد أفعاله ، فهي أنّ الإنسان حينئذٍ لا يرى
ولا يعتقد بمعبود سوي الله ـ تعالى ـ ، إذ الاُلوهيّة من لوازم الخالقيّة
والرّبوبيّة.
وأمّا التّوحيد بالمعنى الأخير ـ وهو
التأثير الاستقلالي ـ فثمرته ونتيجته أن يجعل الإنسان عمله خالصاً لوجه
الله ـ تعالى ـ ، ولا يستعين بغيره ، بل يعتمد ويتوكّل على الله وحده ، ولا
يرجونّ غيره ، ولا يطلب الأجر إلا منه ، ويقطع كلّ أملٍ بغيره ، ولا