نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 64
ثم هذه المعرفة والعلاقة الفطرية بالله
التي تحصل عند حلول البلاء واليأس والشّفاء قد تحصل أيضاً في حال الاختيار والرخاء ، لكن بجناحين هما العلم والعمل :
أوّلاً : بأن يمزّق المرء حجاب الجهل
بنور العقل والعلم والمعرفة ، ليرى بعين اليقين ويعلم علم اليقين بأنّ وجود
الموجودات وكمالاتها الوجوديّة ليست من صنعها ولا من صنع نظائرها وأشباهها
، بل تبدأ وتنتهي جميعها إلى ذات قُدّوسيّة حكيمة تبدأ منه وتنتهي إليه ،
وجودها جميعاً منه وبه وله وإليه ، (هُوَ الْأَوَّلُ
وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[١].
ثانياً : أن يلتمس طريق الخير ويدفع عن
نفسه دنس الرذائل والصفات المذمومة باتّباع التقوى وطهارة الروح وتزكية
النّفس ، إذ لا حجاب بين الله ـ تعالى ـ وعبده سوى حجاب الجهل والغفلة
والمعصية : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[٢] ، (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا.
قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)[٣].