نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 40
ويحتمل أيضاً أن
يكون هناك معاد وآخرة ويحاسب على أفعاله وأعماله فيها ، فمجرّد هذا
الاحتمال يستلزم ضرورة البحث والتحقيق عن المعرفة ، والسّعي إلى معرفة ما
يجب عليه من الاعتقادات والمعتقدات القلبية ، ومعرفة ما يجب عليه من
الأفعال المطلوبة منه عند الخالق الحكيم ، إذ لمّا كان للإنسان والعالم
بأسره خالق حكيم عليم ولم يكن الموت انقراضاً وانعداماً ، بل كان بداية
لحياة أبديّة وخلود أبدي ، وكان مخلوقاً لغاية سامية ، وقد أعدّ له الخالق
الحكيم برنامجاً خاصّاً وسلوكاً معيّناً وتكاليف محدودة ، وكان التخلّف
عنها موجباً للشّقاء والخسران الأبدي ، فإنّ الفطرة الإنسانيّة توجب عليه
أن يعتني بهذا الاحتمال ويسعى الى معرفة ما يحتمل أن يدفع عنه للشّقاء
الدّائم ويضمن له السّعادة الأبديّة مهما كان الاحتمال ضعيفاً ، و ذلك
نظراً إلي عظمة المُحتمَل وأهمّيّته ، والمحتمَل هو الشّقاء الأبدي أو
النعيم الأبدي ، فشدّة ما قد يلاقيه من العذاب الأخروي ، أو حلاوة ما قد
يجده من النعيم الأبدي يكفي لأن يدفع الإنسان إلى تحصيل المعرفة ثم العمل
بما توصّل إليه علمه لدفع العذاب المحتمَل أو لجلب المنفعة المحتمَلة أو
لكليهما ، إذ العمل متوقّف على المعرفة ، والمعرفة شرط في صحّة العمل ، كما
نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 40