نام کتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة نویسنده : المؤمن، محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 104
الْعَالَمِينَ)[١] ،
وبما أنّ الوحي أمر خاصّ ذو حقيقة
خاصّة فلا يتسنّى لعامّة الناس إدراك حقيقته لأنّهم لم يتلقّوه بالوجدان
ولم يباشره وبأنفسهم ، نعم ، بوسعهم أن يعرفوه بواسطة آثاره والعلائم
الدّالّة عليه ، ومن ثمّ يصدّقوه ، ويبادرون إلى تصديق النبيّ الموحىٰ إليه
، فإذا ثبت ذلك وتمّ التّصديق والإيمان بنبوّته وجب عليهم أن يسمعوا له
ويطيعوا في كلّ شيء ، ولا عذر حينئذٍ لمن يخالف له أمراً أو نهيّاً ، إلا
إذا استثناه من ذلك التكليف ، وأسقط عنه الإلتزام به.
س)
: ما الحاجة إلى بعثة الأنبياء ؟
ج)
: بعد ما ثبت وجود الله ـ تعالى ـ بالضّرورة
والبداهة ، وثبت أنّه تعالى ـ حكيم عليم منزّه عن اللّغو والعبث فيما يفعل
ويخلق ويصنع ، وبعد ما ثبت أنّه ـ تعالى ـ خلق الإنسان عاقلاً يطلب الكمال
بعقله وفطرته ، ويسعى الى السَّعادة الأبديّة بفطرته ، وثبت أن له غرائز
وشهوات وأهواء ورغبات تحول دون معرفة كثير من الأسرار والحقائق إضافة إلى
أنّه قاصر عن معرفة كلّ شيء بعقله وحواسّه المجرّدة ، بعد ما ثبت ذلك كله
يتبيّن جليّاً